المباني عالية الأداء في المملكة العربية السعودية

تنتقل المباني عالية الأداء من طور المفهوم إلى طور التنفيذ في المملكة العربية السعودية. هذا ما أكده سلطان صبحي بترجي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة IHCC وGREENER by IHCC، خلال جلسة حوارية في فعالية Leaders in Construction: Saudi.

وأوضح أن المشاريع الكبرى، بما فيها تطويرات البحر الأحمر، تعتمد التصميم القائم على الأداء، لكن القطاع بحاجة للمضي أبعد. والأولوية، كما قال، هي ربط التكنولوجيا مباشرة بالبيئة المبنية، وليس بأنظمة المكاتب الخلفية فقط.

تقوم IHCC اليوم بدمج التكنولوجيا من البداية إلى النهاية، منتقلة من نمذجة معلومات البناء (BIM) الأساسية إلى نمذجة معلومات البناء 7D للتصميم والتقدير والبناء وإدارة المرافق بعد التنفيذ. وبحسب سلطان صبحي بترجي، فإن نموذج الشركة يدمج الهندسة والإنشاء وكفاءة الطاقة والتكنولوجيا ضمن نهج تسليم واحد.

وقد بدأ هذا التحول يحقق نتائج قابلة للقياس بالفعل. وبالتعاون مع “ترشيد”، وهي شركة مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، نفذت GREENER by IHCC أعمال إعادة تأهيل في نحو 4,000 مدرسة في المملكة العربية السعودية مع تحقيق خفض في استهلاك الطاقة بنسبة 30% إلى 40%، وفقاً لسلطان صبحي بترجي.

ويتوقع بترجي أيضاً أن يصبح أداء المباني أولوية على مستوى الإدارة العليا. وقال إن التنفيذيين سيقومون قريباً بمراقبة لوحات معلومات المباني كما يتابعون أنظمة إدارة علاقات العملاء (CRM) وأنظمة تخطيط موارد المؤسسة (ERP)، لأن منصات الطاقة يمكن أن تخفض التكاليف بنسبة 40% إلى 50%، بحسب سلطان صبحي بترجي.

ويغيّر هذا التطور دور المقاول. فقد تجاوزت IHCC نموذج الهندسة والمشتريات والإنشاء (EPC) إلى مُنشئ عالي الأداء—حيث أصبح اختبار إحكام الهواء والأتمتة والتكامل مع إدارة المرافق طبقات أساسية في المشروع وليست إضافات.

تُعد الفرصة كبيرة لكنها تتطلب استثماراً وتغييراً ثقافياً. وتوفّر رؤية 2030 الزخم لتوسيع نطاق الابتكار عبر البيئة المبنية في المملكة، على حد تعبيره.

وفي المستقبل، ستُسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في المراقبة المستمرة والصيانة التنبؤية وعمليات أكثر ذكاءً. والهدف هو مبانٍ تقدّم قيمة للمالكين وشاغليها مع تعزيز الأهداف الوطنية للاستدامة.

وخلاصة بترجي: فرق ذكية تقود تصاميم ذكية، والتصاميم الذكية تفتح الباب أمام استدامة مدعومة بالتكنولوجيا. مستقبل قطاع البناء في السعودية متكامل، قائم على البيانات، ومركّز على الأداء.