نيسان، إحدى الركائز الأساسية لصناعة السيارات اليابانية، تواجه صعوبات مالية متزايدة وتجري الآن محادثات مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) للحصول على دعم، وفقًا لمجلة Automobilwoche.
تشير المناقشات مع صندوق الاستثمارات العامة إلى تحول عن التكهنات السابقة حول شراكات محتملة مع هوندا وفوكسكون. وبينما استكشفت هوندا وفوكسكون إمكانيات التعاون، لم يتم التوصل إلى اتفاقيات رسمية. صندوق الاستثمارات العامة، الذي يمتلك حوالي 60% من شركة لوسيد موتورز الأمريكية واستثمر 8 مليارات دولار أمريكي بحسب Automobilwoche، ينشط بالفعل في قطاع السيارات الكهربائية. كما تعاون الصندوق مع فوكسكون لإطلاق شركة سير موتورز، علامة السيارات الكهربائية السعودية، في إطار جهود المملكة لتنويع اقتصادها والاستثمار في مستقبل التنقل.
ويشير مراقبون في القطاع إلى أن صفقة بين صندوق الاستثمارات العامة ونيسان لن تتعارض بالضرورة مع مصالح فوكسكون. فقد أعلنت فوكسكون علنًا أن دورها سيقتصر على تقديم خدمات التصنيع دون تملك حصص في نيسان. وإذا أعادت هوندا النظر في الانضمام، فقد تتشكل تحالفات أوسع، لكن ذلك سيعتمد على موقف الحكومة اليابانية من النفوذ الأجنبي في شركة سيارات محلية رئيسية.
في الوقت نفسه، يفقد تحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي تماسكه مع تفاقم مشاكل نيسان المالية. كما أبدت فوكسكون، التي دخلت مؤخرًا في شراكة مع ميتسوبيشي موتورز، اهتمامها بتعزيز التعاون مع نيسان.
تُعد سير موتورز، المشروع السعودي للسيارات الكهربائية، جهدًا مشتركًا بين صندوق الاستثمارات العامة وفوكسكون، مع التركيز على التقنيات الذكية وأنظمة مساعدة السائق المتقدمة — وهي مجالات تتوافق مع طموحات فوكسكون. ويقترح المطلعون أن صفقة بين نيسان وصندوق الاستثمارات العامة قد تفتح الباب أمام تعاون أوسع مع فوكسكون، خاصة في مجال تصنيع السيارات الكهربائية.
تأتي هذه التطورات في ظل تغيرات سريعة في سوق السيارات العالمي. شركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية تقدمت بشكل كبير، بينما تراجع الطلب في أمريكا الشمالية وأوروبا، مما أدى إلى تعثر العديد من الشركات الناشئة الصغيرة في هذا القطاع. وقد دعم صندوق الاستثمارات العامة شركة لوسيد موتورز مرارًا خلال هذه الفترة المضطربة، بحسب Automobilwoche.
وبالنسبة لنيسان، قد توفر الشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة دفعة حاسمة. لا تزال سيارة نيسان ليف الكهربائية من أكثر الطرازات مبيعًا، مما يبرز خبرة الشركة في هذا المجال. أما بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإن الاستثمار في نيسان يمثل خطوة استراتيجية اقتصادية ومحاولة لترسيخ مكانتها كقوة رائدة في المرحلة القادمة من ابتكارات صناعة السيارات.