افتتحت لوسيد أول استوديو لها في الخبر، لتستكمل بذلك شبكة صالات العرض الخاصة بها عبر أكبر ثلاث مناطق في المملكة العربية السعودية، وتعزز تحول المملكة نحو التنقل الكهربائي في إطار رؤية 2030.
يستهدف الموقع الجديد في المنطقة الشرقية واحدًا من أعلى الأسواق إنفاقًا في المملكة، ويعمّق شراكة التصنيع والتقنية بين الولايات المتحدة والسعودية. وقال الرئيس التنفيذي المؤقت مارك وينترهوف إن التوسع مدفوع بالكامل بالطلب، مشيرًا إلى أن المنطقة الشرقية تُعد ثالث أكبر سوق في المملكة، وفقًا للتقرير.
خطط التوسع والإنتاج في السعودية
أصبحت السعودية أحد أهم المراكز العالمية لشركة لوسيد، كونها مشترٍ رئيسيًّا وقاعدة استراتيجية للإنتاج في آن واحد. وأوضح وينترهوف أن الشركة ممولة في أغلبها من قبل صندوق الاستثمارات العامة، الذي دعم نمو الوظائف في الولايات المتحدة – حيث يوجد أكثر من 90 بالمئة من وظائف لوسيد، وفقًا للتقرير – وفي الوقت نفسه مكّن الشركة من إنشاء أول منشأة دولية لها في المملكة.
تقوم لوسيد بتوسيع مصنعها في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية وتستعد لتوظيف آلاف العاملين مع زيادة وتيرة الإنتاج بحلول نهاية العام المقبل. ومن المتوقع أن ينتقل المصنع من مرحلة التجميع البسيط إلى التصنيع الكامل للمركبات، بطاقة إنتاجية مخطط لها تبلغ 150 ألف وحدة سنويًا، وفقًا للتقرير.
وتقول قيادة الشركة إن خطط لوسيد تتماشى بشكل وثيق مع أهداف رؤية 2030، وخاصة في مجالي الاستدامة وبناء صناعة سيارات محلية. وأشار وينترهوف إلى بروز عنقود صناعي محلي للسيارات، تُعد لوسيد من أوائل المصنعين الكبار الذين يشكلون ركيزة لهذا القطاع الجديد.
إقليميًا، وصف رئيس لوسيد الشرق الأوسط فيصل سلطان، منطقة الخليج بأنها تدخل مرحلة جديدة من تبني المركبات الكهربائية، مدفوعة بانفتاح المستهلكين والسياسات الحكومية الداعمة. ولفت إلى أن الطلب في السعودية ينمو الآن بوتيرة أسرع من عدة أسواق أخرى في دول مجلس التعاون، وفقًا للتقرير.
ومن المتوقع أن يسرّع استوديو الخبر هذا التوجه من خلال تقريب المركبات من العملاء الذين كانوا يضطرون سابقًا للسفر إلى الرياض لإتمام عمليات الشراء. وقال سلطان إن القوة الشرائية العالية في المنطقة، إلى جانب الإقبال على المركبات الفاخرة عالية التقنية، جعلت منها خيارًا طبيعيًا للعلامة.
البنية التحتية للشحن، والتوطين، وتطوير الكفاءات
فيما يتعلق بالشحن، تتبنى لوسيد مسارًا مزدوجًا يشمل تطوير البنية التحتية وتثقيف العملاء. وأكد سلطان أن سيارات لوسيد مصممة لتقليل القلق من مدى السير، مشيرًا إلى مدى يتراوح بين نحو 835 إلى 838 كيلومترًا بالشحنة الواحدة، وفقًا للتقرير – وهو ما يكفي كثيرًا من السائقين للانتقال من الخبر إلى الرياض وربما العودة دون الحاجة لإعادة الشحن.
كل مركبة جديدة تأتي الآن مع شاحن منزلي مجاني وتركيب مجاني، بما يسهم في ضمان أن الاستخدام اليومي نادرًا ما يستنزف البطارية. وبالتوازي، تعمل الشركة على توسيع نطاق الشحن العام عبر شراكات مع الفنادق والمكاتب، مع توفر نحو 50 موقع شحن حاليًا في أنحاء المملكة، وفقًا للتقرير.
ويعد التوطين محورًا أساسيًا آخر. إذ ذكر سلطان أن القوى العاملة لدى لوسيد في السعودية مُسعودة بأكثر من 70 بالمئة، وهي نسبة لافتة لشركة عالية التقنية، وفقًا للتقرير. كما تستثمر الشركة في مركز بحث وتطوير في الرياض، وتبني مسارًا لإعداد الكفاءات السعودية عبر برامج تدريبية في الولايات المتحدة، والتعاون مع مؤسسات مثل كاوست، وNAVA في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، والجامعات التقنية المحلية.
ومع وجود استوديوهات الآن في الرياض وجدة والخبر، تتموضع لوسيد في قلب المحركات الاقتصادية الثلاثة الرئيسة للمملكة. ويؤكد مسؤولو الشركة أن السعودية ليست مجرد سوق للمبيعات، بل هي ركيزة أساسية في استراتيجية لوسيد العالمية بعيدة المدى ودورها في مستقبل التنقل الكهربائي.









