المملكة العربية السعودية تشهد تحولاً سريعاً في اقتصادها، حيث تنتقل من الاعتماد على النفط إلى الريادة في التنمية المستدامة. مدفوعة بـ رؤية 2030 والمبادرة السعودية الخضراء، تسرع المملكة في مشاريع الطاقة المتجددة، وتكوين شراكات عالمية، وتعزيز ممارسات مبتكرة مثل تربية النحل العضوي، مع جذب استثمارات خضراء كبيرة.
لعبت اتفاقيات شراء الطاقة دوراً محورياً في هذا التحول. وفقاً لوكالة الأسوشيتد برس، وقعت شركة شراء الطاقة السعودية صفقات في عام 2024 لإضافة 9200 ميجاوات من القدرة الشمسية والحرارية الجديدة، بما في ذلك مشاريع رئيسية مثل مشروع السدوي للطاقة الشمسية بقدرة 2 جيجاوات ومحطة رابغ 2 للطاقة الشمسية. تتميز هذه المشاريع ببعض من أدنى التعريفات في العالم، حيث تصل إلى 0.013 دولار لكل كيلوواط/ساعة، ومن المتوقع أن تساعد في زيادة قدرة الطاقة المتجددة إلى 12.7 جيجاوات بحلول عام 2025، مدعومة باستثمارات تبلغ 9.3 مليار دولار.
تُعد التوطين محوراً استراتيجياً، مع مبادرات مثل مشروع الخشيبية للطاقة الشمسية الذي يتطلب 20% من الألواح الشمسية المنتجة محلياً. يعزز هذا النهج سلاسل التوريد ويدعم هدف رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد وتقليل استخدام النفط في توليد الطاقة.
إلى جانب الطاقة، تتقدم السعودية أيضاً في تربية النحل العضوي كجزء من أهدافها الأوسع في الاستدامة. يستخدم الآن أكثر من 15,000 نحّال تقنيات حديثة، مدعومة بتمويل حكومي وشهادات. زادت جهود التشجير واستعادة النباتات المحلية إنتاج العسل بنسبة 50% خلال العقد الماضي، مما مكّن من التصدير إلى الأسواق في أوروبا والولايات المتحدة. يدعم برنامج الريف السعودي بقيمة 37 مليون دولار هذا القطاع من خلال تمويل التربية والوقاية من الأمراض.
التعاون الدولي هو في صميم الدفع السعودي نحو الطاقة المتجددة. تتضمن مشاريع مثل رابغ 2 والسدوي شركاء من فرنسا والصين وكوريا الجنوبية، مما يسهل نقل التكنولوجيا والتمويل. وفقاً لوكالة الأسوشيتد برس، من المتوقع أن يصل سوق الطاقة الشمسية إلى 7.72 مليار دولار بحلول عام 2030، مما يجذب المقاولين والمستثمرين، بينما تقلل عمليات الشراء الشفافة من المخاطر على رأس المال المؤسسي.
بالنسبة للمستثمرين، هناك عدة عوامل تجعل السعودية سوقاً جذابة:
- دعم حكومي قوي
- طموحات تصديرية في الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر
- فرص نمو للشركات الرئيسية
التزام المبادرة السعودية الخضراء بـ 200 مليار دولار لتقليل الانبعاثات بحلول عام 2030، كما ذكرت وكالة الأسوشيتد برس، يؤكد استقرار السياسات.
باختصار، يمثل الدفع السعودي نحو الطاقة المتجددة تحولاً كبيراً في مشهد الطاقة العالمي. من خلال الجمع بين المشاريع الكبرى والابتكار والتعاون الدولي، تبني المملكة بنية تحتية مرنة ومستدامة—مقدمة فرصة جذابة للمستثمرين المستقبليين.