تتقدم المملكة العربية السعودية في قطاع الهيدروجين الأخضر من خلال مبادرة بقيمة 10 مليارات دولار بقيادة صندوق الاستثمارات العامة (PIF). كجزء من رؤية 2030، تستفيد المملكة من مواردها الواسعة من الطاقة الشمسية والرياح لتصبح قوة مهيمنة في هذا السوق الناشئ.
يمثل هذا التحرك تحولاً كبيرًا عن اعتماد السعودية التقليدي على عائدات النفط. تخطط المملكة لإنتاج نحو 4 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2035. عنصر محوري في هذه الاستراتيجية هو شركة نيوم للهيدروجين الأخضر، وهو مشروع بقيمة 500 مليار دولار يضم هيليوس، أكبر منشأة للهيدروجين الأخضر في العالم.
مشروع هيليوس مميز لاستخدامه الطاقة المتجددة، ومن المتوقع أن ينتج 600 طن من الهيدروجين الخالي من الكربون يوميًا بدءًا من عام 2026. يتضمن هذا المشروع تعاونًا بين شركة أكوا باور السعودية وشركة إير برودكتس الأميركية ونيوم، باستثمار قدره 8.4 مليار دولار مدعومًا من 23 بنكًا ومؤسسة مالية.
تتوافق استثمارات صندوق الاستثمارات العامة في الهيدروجين الأخضر مع أهدافه الاستثمارية المستدامة الأوسع، وتهدف إلى توجيه الاقتصاد السعودي نحو قطاعات أكثر مرونة. يعد الهيدروجين ضروريًا لتحقيق هدف المملكة للانبعاثات الصفرية بحلول عام 2060.
تمنح المزايا الجغرافية للسعودية، مثل مناظرها الصحراوية المثالية للطاقة الشمسية، موقعًا رئيسيًا في سلسلة الإمداد العالمية للهيدروجين. يركز اهتمام المملكة على الهيدروجين الأخضر، على عكس الهيدروجين الأزرق المشتق من الوقود الأحفوري، على الاستدامة.
من المتوقع أن تحول مبادرة نيوم المنطقة اقتصاديًا وبيئيًا، مما يخلق مركزًا صناعيًا جديدًا للهيدروجين الأخضر. قد يجذب هذا الاستثمار الأجنبي، ويخلق وظائف، ويؤسس السعودية كقائد في تكنولوجيا الطاقة النظيفة.
إقليميًا، تعد السعودية جزءًا من اتجاه أوسع مع دول مثل الإمارات وعمان تعزز قدراتها في الهيدروجين. ومع ذلك، يوفر حجم السعودية واستثمارها في مشاريع مثل نيوم ميزة تنافسية.
دور صندوق الاستثمارات العامة حاسم في دفع هذا التحول، بما يتماشى مع الأهداف العالمية للاستدامة. مع ارتفاع الطلب العالمي على الهيدروجين، تهدف السعودية إلى تلبية احتياجاتها من الطاقة وأن تصبح مصدرًا رئيسيًا لأوروبا وآسيا، مما يقلل من الاعتماد على النفط ويعالج المخاطر الاقتصادية.
تشمل الاستراتيجية شراكات بارزة، مثل عقد بقيمة 2.8 مليار دولار مع لارسن وتوبرو للبنية التحتية المتجددة وتوريد توربينات الرياح من إنفيجن إنرجي. تسلط هذه الشراكات الضوء على الثقة العالمية في إمكانات السعودية في الهيدروجين الأخضر.