كجزء من رؤيتها الطموحة 2030، تتقدم المملكة العربية السعودية نحو مستقبل يتم فيه توليد ما لا يقل عن 50 في المئة من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. وهذا جزء من استراتيجية أوسع لتقليل انبعاثات الكربون وتعزيز التنمية المستدامة.
مركز مشكاة التفاعلي للطاقة الذرية والمتجددة، الذي أنشئ في الرياض في عام 2017 من قبل مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، يهدف إلى تثقيف الجمهور حول تقنيات الطاقة المتجددة وتعزيز أهداف رؤية 2030.
“يعكس البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، مع جميع مشاريعه المحققة وتحت الإنشاء، حقًا مدى وعد هذه المبادرة الاستراتيجية لتحقيق رؤية 2030،” قالت رهام الدوس، مديرة تطوير المحتوى والبرامج في المركز.
الرياح
تتمتع المناطق الشمالية والساحلية من المملكة العربية السعودية بإمكانيات هائلة لطاقة الرياح. وقد وضعت المملكة هدفًا طموحًا لتحقيق سعة 50 جيجاواط من طاقة الرياح بحلول عام 2030.
في عام 2021، بدأ مشروع دومة الجندل، وهو مزرعة رياح بقدرة 400 ميجاواط ويعد الأكبر في الشرق الأوسط، عملياته. وهناك مشاريع كبيرة أخرى لطاقة الرياح قيد التطوير.
الطاقة الشمسية
بفضل الإشعاع الشمسي العالي، تستعد المملكة العربية السعودية لاستغلال الطاقة الشمسية، وتهدف إلى تركيب 50 جيجاواط من سعة الطاقة الشمسية بحلول عام 2030.
تشمل المشاريع الهامة محطة سكاكا للطاقة الشمسية بقدرة 300 ميجاواط، ومجمع سدير للطاقة الشمسية بقدرة 420 ميجاواط، ومشروع الشعيبة للطاقة الشمسية بقدرة 2 جيجاواط القادم. كما تحقق المملكة في مفاهيم رائدة مثل مزارع الطاقة الشمسية العائمة.
محطة سكاكا للطاقة الشمسية، التي بدأت عملياتها في عام 2021، تتكون من أكثر من 1.2 مليون لوح شمسي وتولد الطاقة بتكلفة قدرها 0.023 دولار لكل كيلوواط ساعة باستخدام تكنولوجيا الخلايا الضوئية.
تشمل تكنولوجيا الطاقة الشمسية الأخرى الطاقة الشمسية الحرارية، حيث تركز المرايا ضوء الشمس لإنتاج درجات حرارة عالية لتوليد الكهرباء.
الطاقة المائية
على الرغم من أن المملكة العربية السعودية لديها إمكانيات محدودة للطاقة الكهرومائية بسبب ندرة المياه المتحركة، إلا أنها تدير بعض المنشآت الصغيرة للطاقة الكهرومائية، مثل سد بيشة، وتستكشف جدوى مشاريع تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ.
الطاقة الحرارية الجوفية
بدأت الاستكشافات في المناطق البركانية في المملكة العربية السعودية لتقييم إمكانيات الطاقة الحرارية الجوفية، وتشير المشاريع التجريبية إلى سعة واعدة تصل إلى 3 جيجاواط.
الطاقة الحيوية
تتقدم المملكة في مجال الطاقة الحيوية، مع التركيز على الوقود الحيوي بهدف إنتاج كميات كبيرة من الإيثانول الحيوي والديزل الحيوي بحلول عام 2030. بالإضافة إلى ذلك، يتم النظر في مبادرات تحويل النفايات إلى طاقة.
تستخدم كل من طاقة الرياح، الوقود الحيوي، الطاقة الحرارية الجوفية، والطاقة الشمسية الحرارية الطاقة الحركية من الموارد الطبيعية لتوليد الكهرباء، بشكل رئيسي من خلال تدوير التوربينات.
كانت وزارة الطاقة في المملكة العربية السعودية حجر الزاوية في قيادة انتقال البلاد إلى الطاقة المتجددة، من خلال تحديد الأهداف، وإطلاق عطاءات المشاريع التنافسية، وتكوين شراكات لتطوير قطاع طاقة متجددة قوي.
كانت السياسات الاستراتيجية، والاستثمارات المخصصة، والمشاريع التعاونية أساسية في ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كقائد في الطاقة المستدامة في المنطقة.
“تتميز المملكة بوفرة موارد الطاقة المتجددة،” أشار الدوس، مؤكدًا على الإمكانيات الهائلة لموارد الطاقة الشمسية والرياح في البلاد.