تستعد المملكة العربية السعودية لإجراء إصلاح شامل لقطاع الطيران لديها لجعل الوصول إلى مكة أسهل، خاصة لحجاج ومعتمري بيت الله الحرام. وفي إطار رؤية 2030، تستفيد المملكة من شركات طيران جديدة، وتطوير المطارات، وتبني تقنيات نقل متقدمة، وتوسعة شبكات السكك الحديدية لتعزيز مكانتها كمركز عالمي للسياحة والرحلات الدينية.
عنصر محوري في هذه الإستراتيجية هو إطلاق ثلاث شركات طيران جديدة في عام 2026. من المتوقع أن تركز إحدى هذه الشركات بشكل أساسي على السفر للحج والعمرة، مقدّمةً رحلات من كبرى المراكز الدولية مباشرة إلى المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة. وتهدف هذه الشركة إلى تسهيل الرحلات لملايين المسلمين سنويًا من خلال تقليص أوقات الترانزيت وجعل تجربة السفر أكثر تكيّفًا مع احتياجات الزوار الدينيين.
أما شركة الطيران الثانية المخطط لها فستعمل كناقل منخفض التكلفة، ويرجّح أن تتخذ من الدمام مقرًا لها، لتوسيع خيارات السفر الداخلية والإقليمية. وهذا سيوفر رحلات أكثر تكلفة معقولة للمسافرين ذوي الميزانيات المحدودة والحجاج، كما سيعمل على ربط مزيد من المدن داخل المملكة العربية السعودية بالوجهات المتجهة إلى مكة. أما شركة الطيران الثالثة فستستهدف الرحلات الطويلة والإقليمية، لربط المملكة بمزيد من الوجهات العالمية وفتح أسواق جديدة للسياحة الدينية والترفيهية على حد سواء.
إلى جانب شركات الطيران الجديدة، تستعد السعودية لإدخال طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية (eVTOL) ضمن شبكة النقل لديها. ومن المتوقع أن تبدأ هذه الطائرات الخدمة حوالي عام 2026، وقد صُممت لتوفير ربط سريع من نقطة إلى نقطة، خاصة بين جدة والمدينة المنورة ومكة المكرمة. ومن خلال تجاوز الازدحام المروري على الطرق خلال مواسم الذروة للحج والعمرة، تهدف خدمات eVTOL إلى تقصير أزمنة السفر ودعم طيران أكثر استدامة عبر خفض الانبعاثات.
كما تتوسع شركات الطيران السعودية القائمة. تخطط شركة الطيران الاقتصادي «طيران أديل» لإضافة مزيد من الوجهات، بما في ذلك خدمات جديدة إلى الهند وأسواق رئيسية أخرى، مما يحسن فرص السفر للمسافرين من المناطق ذات الكثافة السكانية المسلمة العالية. وفي الوقت نفسه، تزيد شركات الطيران الدولية عدد رحلاتها إلى جدة، البوابة الجوية الرئيسية إلى مكة، مما يوفر للحجاج من دول مثل إندونيسيا وباكستان وبنغلاديش مزيدًا من الخيارات وربطًا أفضل.
تطوير البنية التحتية للمطارات والسكك الحديدية
لمواكبة الزيادة في أعداد المسافرين، تستثمر السعودية بكثافة في البنية التحتية. يجري تطوير مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة لاستيعاب الارتفاع في حركة الطيران وتقديم إجراءات أكثر سلاسة للزوار القادمين. وتهدف هذه التحسينات إلى جعل الرحلة اللاحقة إلى مكة أسرع وأكثر راحة، عبر مرافق وخدمات مطوَّرة.
كما يجري توسيع البنية التحتية للسكك الحديدية، مع خطط لتعزيز الربط بالقطارات بين جدة والمدينة المنورة ومكة المكرمة. ومن المتوقع أن تسهم خدمات القطارات الأسرع والأكثر تكرارًا في تخفيف الضغط على الطرق وتوفير خيار فعّال للحجاج للتنقل بين المدن المقدسة ونقاط الدخول الرئيسية.
مجتمعةً، تعكس شركات الطيران الجديدة، ونشر طائرات eVTOL، وتطوير المطارات، وتوسعة السكك الحديدية جهودًا منسقة لجعل الوصول إلى مكة أسهل من أي وقت مضى. وتدعم هذه التطورات رؤية 2030 من خلال تعزيز السياحة، وتحسين تجربة الحج والعمرة، وربط المملكة العربية السعودية بشكل أوثق بشبكة السفر العالمية، مع وضع المدينة المقدسة في قلب نظام نقل حديث ومتكامل.









