تُحرز المملكة العربية السعودية تقدماً كبيراً في مجال الذكاء الاصطناعي مع إطلاق “هيومن شات”، الذي طورته شركة هيومن المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة. يمثل هذا الإطلاق توجهاً نحو الابتكار المحلي، بهدف ابتكار حلول رقمية تعكس الهوية السعودية وتخدم المستخدمين حول العالم.
لسنوات، شعر المتحدثون بالعربية بأنهم مهمشون من قبل تقنيات الذكاء الاصطناعي السائدة. يسعى “هيومن شات”، المدعوم بنموذج اللغة العربية الكبير علام B34، إلى سد هذه الفجوة من خلال توفير منصة مخصصة للعالم العربي. تميز حفل الإطلاق في الرياض بحضور الرئيس التنفيذي لشركة هيومن طارق أمين، والرئيس التنفيذي لشركة جروك جوناثان روس، حيث سلطا الضوء على شراكتهما والتزامهما بنشر نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر في المملكة.
أكد طارق أمين على نهج هيومن السريع والمرن، مشيراً إلى النمو المتسارع للشركة وقائمة عملائها الدوليين التي تتجاوز 130 عميلاً. وأشار إلى أن تكلفة الطاقة المنخفضة، والمساحات الشاسعة، وتوسع البنية التحتية في السعودية، تجعلها مؤهلة لتكون رائدة في مجال بنية الذكاء الاصطناعي التحتية مستقبلاً.
صُمم “هيومن شات” لخدمة 400 مليون متحدث بالعربية والمجتمع الإسلامي الأوسع، ويوفر إمكانيات لإنشاء المحتوى والتعلم والتواصل ضمن سياقات ثقافية ملائمة. تشمل الميزات الرئيسية:
- البحث الفوري على الإنترنت
- إدخال صوتي بمختلف اللهجات العربية
- التحويل السلس بين العربية والإنجليزية
كما تضمن المنصة الامتثال لنظام حماية البيانات الشخصية في المملكة العربية السعودية من خلال التشغيل الكامل على البنية التحتية المحلية.
يعد هذا التطبيق الأول ضمن مجموعة “هيومن آي كيو”، وهي مجموعة من منتجات الذكاء الاصطناعي من الجيل القادم تركز على التصميم المسؤول.
نموذج علام B34: وضع معيار جديد
تم تطوير نموذج علام B34 بالتعاون مع المركز الوطني للذكاء الاصطناعي التابع لهيئة البيانات والذكاء الاصطناعي السعودية، وقد تم الاعتراف به بشكل مستقل من قبل Cohere باعتباره أكثر نماذج الذكاء الاصطناعي العربية تقدماً حتى الآن. يتميز النموذج بثنائيته اللغوية، حيث تم تدريبه على قاعدة بيانات ضخمة باللغة العربية، وتمت مراجعته من قبل أكثر من 600 خبير و250 مراجعاً، لضمان الطلاقة اللغوية والحساسية الثقافية.
تم تطوير النموذج بواسطة فريق متنوع يضم أكثر من 120 متخصصاً، من بينهم 35 من حملة الدكتوراه وتوزيع متوازن بين الجنسين، ليكون بذلك إنجازاً وطنياً وعالمياً في آن واحد. وتشجع هيومن المستخدمين على التفاعل مع المنصة والمساهمة في تطويرها المستمر، مع خطط للتوسع إقليمياً ودولياً.
الاستثمار في المواهب: أكاديمية هيومن
إلى جانب هذا التقدم التكنولوجي، أعلن الدكتور ياسر العنيزان، نائب الرئيس التنفيذي للبيانات ونماذج الذكاء الاصطناعي في هيومن، عن قرب إطلاق أكاديمية هيومن. تهدف هذه المبادرة إلى رعاية المواهب المحلية في الذكاء الاصطناعي من خلال تقديم برامج تدريبية متخصصة، مكملة للجهود الحكومية والجامعية القائمة. وستستفيد الأكاديمية من خبرات هيومن وصلاتها العالمية لإعداد الشباب السعودي لأدوار قيادية في مجال الذكاء الاصطناعي.
تؤكد هذه التطورات طموح المملكة العربية السعودية في بناء منظومة ذكاء اصطناعي قوية يقودها أبناء الوطن، وتمكين المواطنين وتعزيز مكانة المملكة كقائدة في الابتكار الرقمي.