قطاع التكنولوجيا المالية في المملكة العربية السعودية يشهد ازدهارًا، حيث أصبحت المملكة مركزًا لتطوير التكنولوجيا المالية. شركة فورتيس، وهي شركة تكنولوجيا مالية مقرها في الإمارات العربية المتحدة، تقدم حلها المتكامل الذي يشمل نقاط البيع وإدارة علاقات العملاء والمدفوعات وإدارة الطلبات لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم (SMEs) في البلاد.
خلال حديث مع صحيفة “عرب نيوز”، ناقش أرسيني كوسينكو، نائب الرئيس التنفيذي لشركة فورتيس، خطط الشركة الفورية والمستقبلية للشرق الأوسط، خاصة في المملكة العربية السعودية. رؤية المملكة 2030 تعمل كحافز قوي لاستراتيجية توسعهم.
إطلاق فورتيس في الإمارات يمثل خطوتها الأولى نحو الانتشار في السوق السعودي وربما مناطق أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
“طموحنا ليس فقط أن نثبت وجودنا في الإمارات، بل أيضًا أن نستكشف سبل النمو في مناطق إضافية”، صرح كوسينكو.
مملكة استراتيجية
تتطلع فورتيس إلى تأثير عميق في السوق السعودي من خلال تقديم منتجات وخدمات متفوقة مصممة خصيصًا لاحتياجات الأعمال المحلية والمستهلكين.
“دعم الشركات الصغيرة للنمو بالتوازي مع خطط المملكة ورؤية 2030 هو هدفنا”، أكد كوسينكو.
تهدف الشركة إلى تعزيز كفاءة العمليات للشركات الصغيرة والمتوسطة، مما يُتوقع أن يساهم في الناتج المحلي الإجمالي ويرفع من مكانة السوق السعودي تقنيًا.
من خلال تحسين التفاعل بين التجار والعملاء عبر حلولهم المتقدمة متعددة القنوات، تخطط فورتيس لخدمة المستخدمين المحليين والسياح، خاصة خلال الأحداث الكبيرة مثل إكسبو 2030.
في العام المقبل، تطمح فورتيس إلى ترسيخ وجودها في الإمارات والاستعداد للتوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تركز الشركة على تمكين الأعمال من التفوق في عالم رقمي من خلال تعزيز تفاعل العملاء وكفاءة العمليات بمجموعة أدواتها الرقمية.
الشركات الصغيرة والمتوسطة هي شريحة حاسمة بالنسبة لنا، وكيفية تفاعلها مع عملائها يشكل تطور منتجنا.
أرسيني كوسينكو، نائب الرئيس التنفيذي لشركة فورتيس
لمعالجة الطلبات المحددة في السوق السعودي، تقوم فورتيس بتخصيص ميزات على منصتها لتتوافق مع اللوائح والعادات التجارية المحلية.
“المناطق المختلفة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، قد تكون لديها احتياجات مميزة من الميزات أو متطلبات تنظيمية”، أوضح كوسينكو.
تنوي الشركة تخصيص تسعيرها، نهجها التسويقي، وشراكاتها لتناسب المناخ التجاري المحلي.
تكرس فورتيس جهودها للبقاء في مقدمة اللوائح السعودية المتطورة من خلال التواصل المستمر مع السلطات وضمان أن فريقها ماهر في متطلبات الامتثال، كما أوضح كوسينكو.
من خلال الاستفادة من التكنولوجيا والأتمتة، تهدف فورتيس إلى تبسيط إجراءات الامتثال ووضع نفسها كلاعب رئيسي في التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية، مما يساعد في تنويع الاقتصاد السعودي وتعزيز الشركات المحلية على المسرح العالمي.
“المملكة العربية السعودية تعمل بنشاط على تعزيز تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال الدعم التنظيمي ومبادرات الابتكار الرقمي. هذا يتماشى تمامًا مع مهمة فورتيس لتزويد الشركات الصغيرة والمتوسطة بالأدوات الرقمية التي تعزز من قدراتها التشغيلية وحضورها في السوق”، قال كوسينكو.
على الرغم من أن التفاصيل حول الإطلاق الرسمي وإنشاء مكتب محلي في المملكة العربية السعودية لا تزال سرية، أشار كوسينكو إلى بناء شراكات فعالة لتبسيط وتعزيز العمليات التجارية، علاقات العملاء، والأداء العام.
تتطلع فورتيس إلى أن تصبح منصة متعددة القنوات أساسية تسهل التفاعل السلس بين التجار والعملاء، مقدمةً تجارب تكنولوجية متقدمة للشركات الصغيرة والمتوسطة وقيمة مضافة للكيانات الأكبر مثل البنوك وشركات المرافق.
مع تطور الصناعة نحو أنظمة نقاط بيع متقدمة تدعم مهام إدارة الأعمال الواسعة، تخطط فورتيس للاستفادة من هذا الاتجاه من خلال مواصلة التركيز على مركزية العميل وتبسيط عمليات الدفع لتجربة بيع وشراء سلسة.
أساسيات الأعمال
سلط كوسينكو الضوء على التحديات المميزة التي تواجهها الشركات الصغيرة والمتوسطة، خاصة في استغلال بيانات العملاء، التخصيص، والذكاء الاصطناعي، مما يمكن أن يضعها في وضع تنافسي غير مؤاتٍ.
مع وقوف الشرق الأوسط عند مفترق طرق بين أوروبا وآسيا، يظهر كأرض خصبة لريادة الأعمال، حيث تكون الشركات الصغيرة والمتوسطة هي العمود الفقري للاقتصاد.
“في الإمارات، تشكل الشركات الصغيرة والمتوسطة حوالي 94 في المئة من جميع الشركات وتوظف أكثر من 86 في المئة من القوى العاملة في القطاع الخاص”، أشار كوسينكو، مستشهدًا بتقرير من دائرة التنمية الاقتصادية في الإمارات.
نفس اتجاه النمو والفرص واضح في المملكة العربية السعودية، حيث من المتوقع أن تحفز مبادرات مثل إكسبو 2030 نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة.
“نموذج خدمتنا يعمل على أساس الاشتراك، حيث يدفع العملاء مقابل التراخيص شهريًا أو سنويًا”، أوضح كوسينكو، مما يضع فورتيس كلاعب رئيسي في مشهد التكنولوجيا في المنطقة ويمكن الشركات الصغيرة والمتوسطة من إدارة عملياتها بشكل أكثر فعالية.
على الرغم من أن فورتيس قد دخلت السوق مؤخرًا، مع بدء العمليات منذ ثلاثة أشهر فقط، فإنها تظهر بالفعل نموًا واعدًا في الإيرادات.
“مناقشة الربحية في هذه المرحلة سابق لأوانه”، علق كوسينكو، مشيرًا إلى منظور متفائل بحذر بشأن آفاق الشركة المالية.
استُلهم تأسيس فورتيس من الفرصة الواعدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تضم بين 19 و23 مليون شركة صغيرة.
حدد كوسينكو مؤشرات الأداء الرئيسية مثل العملاء النشطين والدافعين، الربح الإجمالي، قيمة عمر العميل، ومعدل التخلي التي توجه استراتيجية فورتيس الإقليمية.
نجحت الشركة في تأمين 20 مليون دولار في تمويل بقيادة “أوبورتونيتي فينتشر” في أبريل، مع تخصيصات تمتد طوال عام 2024.
كشف كوسينكو أن هذه الأموال مخصصة لتعزيز جهود توسع الشركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. بينما لا تزال الخطط الدقيقة للتوسع قيد المناقشة، تبرز المملكة العربية السعودية كمرشح قوي للنمو بسبب سوقها الكبير والمشاريع التنموية العديدة.
فيما يتعلق بالتمويل المستقبلي، أعرب كوسينكو عن رضاه عن الدعم المالي الحالي، مشددًا على أن التركيز الأساسي هو استخدام هذا الاستثمار لتسريع تطوير المنتج ودخوله إلى السوق.
“هدفنا الأساسي هو تقديم حلنا المبتكر إلى السوق بسرعة، وتعظيم الدعم المالي لضمان نجاح دخول السوق”، خلص.