يشهد سوق التكييف في المملكة العربية السعودية نمواً سريعاً، مدفوعاً بالتطورات التقنية والمبادرات الحكومية والمناخ القاسي في البلاد. ووفقاً لمجموعة IMARC، تقدر قيمة السوق بـ 2.55 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ومن المتوقع أن تصل إلى 5.11 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2033، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 7.20% من 2025 إلى 2033.
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في هذا التحول. أنظمة التكييف المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحسن كفاءة الطاقة وتقلل الاستهلاك بنسبة تصل إلى 30%، مما يدعم أهداف رؤية السعودية 2030. حالياً، أكثر من 40% من التركيبات الجديدة تتضمن تقنيات ذكية مثل منظمات الحرارة ذاتية التعلم، مع سعي المستهلكين بشكل متزايد نحو حلول متكيفة. وقد خصص البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة 1.8 مليار دولار لدعم مشاريع التكييف المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مما يسرع وتيرة التبني في جميع أنحاء المملكة.
كما يشهد الابتكار المحلي نمواً ملحوظاً. تعمل الشركات الناشئة السعودية، بما في ذلك “برّاق”، على تطوير مكيفات تعمل بالذكاء الاصطناعي، بدعم من 500 مليون دولار من رأس المال الاستثماري لتقنيات المنازل الذكية منذ عام 2022. وتطرح علامات تجارية كبرى مثل ترين وكارير ميزات الصيانة التنبؤية، مما يقلل فترات التوقف إلى النصف من خلال الكشف الاستباقي عن الأعطال.
ويزيد الطلب على التبريد المتقدم بسبب ارتفاع درجات الحرارة صيفاً والتي غالباً ما تتجاوز 45 درجة مئوية، وتركيز الحكومة على مشاريع تطوير ضخمة مثل نيوم والسياحة في البحر الأحمر. هناك أكثر من 50,000 غرفة فندقية جديدة مخطط لها، جميعها تحتاج إلى أنظمة تكييف متقدمة. وتعمل شركات مثل إل جي وكارير على زيادة الإنتاج المحلي لتلبية هذا الطلب، حيث رفعت منشأة إل جي في الرياض الإنتاج بنسبة 30% العام الماضي.
تعمل معايير كفاءة الطاقة الصارمة الصادرة عن المركز السعودي لكفاءة الطاقة على التخلص التدريجي من النماذج القديمة والأقل كفاءة، مما يدفع نحو التحول إلى أنظمة العاكس والطاقة الشمسية. وقد ارتفعت مبيعات الأجهزة عالية الكفاءة بأكثر من 40% خلال عامين. وتطرح علامات تجارية مثل دايكن نماذج تستهلك طاقة أقل بنسبة تصل إلى 60%، مما يجذب الشركات والأفراد الراغبين في خفض التكاليف والامتثال للأنظمة الجديدة.
باتت أنظمة التكييف الذكية والمتصلة بالإنترنت هي القاعدة، مدفوعة بالمستهلكين الملمين بالتقنية ومشاريع المدن الذكية. في الرياض، يتم دمج أنظمة التدفئة والتهوية والتكييف في منصات تحكم مركزية، بينما تسجل علامات مثل سامسونج وجري زيادة بنسبة 35% في مبيعات المكيفات المزودة بخاصية الواي فاي. وتعتمد المشاريع العملاقة مثل القدية التبريد المعتمد على الذكاء الاصطناعي للأماكن الكبيرة، مما يبرز تحول السوق نحو الابتكار والراحة.
يشمل السوق أنواعاً مختلفة من المنتجات، منها:
- مكيفات وحدة واحدة
- المبردات
- أنظمة التدفق المتغير للمبرد (VRF)
- أجهزة التبريد
ويخدم السوق القطاعات السكنية والصحية والتجارية والفندقية في جميع مناطق المملكة العربية السعودية.
تشمل التطورات الأخيرة زيادة اعتماد تقنية العاكس المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث تتميز أكثر من 40% من الوحدات الجديدة بتحسين استهلاك الطاقة، وإطلاق أنظمة تعمل بالطاقة الشمسية من قبل كبار المصنعين، مما يقلل الاعتماد على الشبكة بنسبة تصل إلى 50% في المنازل. وتشترط اللوائح الجديدة الآن أن تستخدم أنظمة التكييف التجارية غاز التبريد R-32، الذي يتميز بإمكانية إحداث احترار عالمي أقل بنسبة 70% مقارنة بالبدائل القديمة.
ختاماً، يتطور سوق التكييف في المملكة العربية السعودية بسرعة، مدفوعاً بالابتكار والتغيرات التنظيمية والمشاريع الكبرى للبنية التحتية، ليضع المملكة في مقدمة حلول التبريد الذكية والمستدامة.