أعلن صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن إطلاق هومين، وهي شركة طموحة في مجال الذكاء الاصطناعي تحت مظلة صندوق الاستثمارات العامة، وتهدف إلى تأسيس المملكة العربية السعودية كقائد عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي.
وفقًا لبيان صحفي رسمي، ستركز هومين على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، ومراكز البيانات من الجيل القادم، وبنية تحتية قوية للحوسبة السحابية. ويعتبر إنشاء أحد أقوى نماذج اللغة العربية الضخمة في العالم هدفًا رئيسيًا لتعزيز مكانة المملكة في قطاع الذكاء الاصطناعي.
تخطط هومين، بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لتقديم خدمات ذكاء اصطناعي مبتكرة عبر صناعات حيوية مثل الطاقة والرعاية الصحية والتصنيع والتمويل. من خلال الاستثمار في الأجهزة المتطورة ورعاية المواهب المحلية، تسعى الشركة إلى تسريع تبني الذكاء الاصطناعي على الصعيدين الإقليمي والدولي.
يؤكد خبراء الصناعة أن تركيز السعودية على الذكاء الاصطناعي باللغة العربية والبنية التحتية السيادية يشكل خطوة مهمة في مجال تقوده تقليديًا الشركات الغربية والصينية. يبرز هذا النهج السياق المحلي وسيادة البيانات والسيطرة الإقليمية، مما يضع معيارًا جديدًا للأسواق الناشئة.
أشار مانش رانجان، مدير الأبحاث للبرمجيات والحوسبة السحابية في IDC EMEA، إلى أن الإطلاق يبني على قيادة الشرق الأوسط في الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي والنماذج الإقليمية مثل فالكون وجايس. تدعم استراتيجية الحكومة السعودية القوية في مجال الذكاء الاصطناعي، المعترف بها كأفضل استراتيجية في العالم في مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي لعام 2024، أهداف هومين.
يأتي الإعلان في الوقت الذي تستضيف فيه السعودية منتدى استثمار رئيسي مع كبار المسؤولين الأمريكيين وقادة التكنولوجيا، حيث يعد الذكاء الاصطناعي موضوعًا محوريًا. ووفقًا لبلومبرغ، قد تخفف الحكومة الأمريكية قيود تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى السعودية، مما قد يعزز نمو المملكة التكنولوجي.
تحت إطار رؤية 2030، توسع السعودية بنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، بقيادة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي. تمتلك المملكة الآن ما يقرب من نصف سعة مراكز البيانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع تطوير أكثر من جيجاواتين، وفقًا لتقارير IDC EMEA.
تتوقع الأبحاث والأسواق استثمارات بقيمة 12 مليار دولار في مراكز البيانات الجديدة في المنطقة بحلول عام 2027. تمثل اللوائح الصارمة للبيانات في السعودية، التي تتطلب بقاء البيانات داخل البلاد، تحديات لمزودي الحوسبة السحابية الخارجيين، ولكنها تعزز أيضًا الحاجة إلى حلول الذكاء الاصطناعي السيادية.
تزيد الشركات التكنولوجية الأمريكية الكبرى من حضورها في السعودية، مدفوعة بالظروف المواتية.
- تخطط Salesforce لاستثمار 500 مليون دولار في الذكاء الاصطناعي
- تدخل شركة Scale AI، المدعومة من أمازون، أيضًا السوق
يعتبر صندوق الاستثمارات العامة، الذي يدير 940 مليار دولار من الأصول ومن المتوقع أن يصل إلى تريليوني دولار بحلول عام 2030 وفقًا لـ Global SWF، شريكًا حيويًا للتعاونات الدولية في مجال الذكاء الاصطناعي.
مع الموارد المالية القوية والدعم الوطني، تتمتع السعودية بموقع جيد لتصبح رائدة في ابتكار الذكاء الاصطناعي السيادي.