تعمل المملكة العربية السعودية على تعزيز قطاع الخدمات اللوجستية من خلال استثمارات مبتكرة تعتمد على التكنولوجيا كجزء من استراتيجيتها لرؤية 2030، وفقًا لما ذكره مساعد الوزير. في منتدى الخدمات اللوجستية العالمي، أكد عبد الله الدبيخي من وزارة الاستثمار على التزام المملكة بتطوير قوة عاملة ماهرة في التقنيات الجديدة.
تهدف الاستراتيجية الوطنية للخدمات اللوجستية إلى تحويل المملكة العربية السعودية إلى مركز لوجستي عالمي بحلول عام 2030، مع السعي لزيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي من 6٪ إلى 10٪. وأبرز الدبيخي أهمية جذب الاستثمارات الفريدة، مثل مستودع الروبوتات التابع لشركة ميرسك في جدة، بدلاً من المرافق التقليدية.
وشدد الدبيخي على الحاجة إلى مستودعات ذكية ومحترفين مهرة، مشيرًا إلى أن توظيف مهندسي البرمجيات أكثر فائدة من العمالة غير الماهرة. كما أشار إلى أهمية التدريب والتطوير في التكيف مع الصيغ المبتكرة وأكد على دور الشراكات بين القطاعين العام والخاص، كما هو الحال في الموانئ السعودية التي تدار الآن من قبل القطاع الخاص.
الموقع الاستراتيجي والمنافسة العالمية
يمنح الموقع الجغرافي للمملكة العربية السعودية وصولاً إلى مناطق متعددة، مما يعزز من إمكاناتها كمركز لوجستي عالمي. حدد الدبيخي العوامل الرئيسية للنجاح، بما في ذلك جودة البنية التحتية والتكامل التكنولوجي، مع اعتبار ميناء جدة الإسلامي وميناء الملك عبد الله كمراكز رئيسية.
وأقر بالمنافسة مع 30 مركزًا لوجستيًا عالميًا آخر مثل سنغافورة وشنغهاي، وأكد على أهمية المناطق اللوجستية في ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية العالمية.
جذب الاستثمار الأجنبي
تقدم المملكة بيئة تنظيمية مواتية للمستثمرين الأجانب، مما يسمح بالملكية الكاملة بنسبة 100٪ في معظم القطاعات. وأكد الدبيخي أن عمليات إنشاء الأعمال تتم بسرعة، حيث يتم الانتهاء من الإجراءات الرسمية في غضون ثلاث ساعات.
سلط ريان البكري من وزارة النقل والخدمات اللوجستية الضوء على الجهود المبذولة لدمج أصحاب المصلحة في القطاع، بهدف جعل المملكة العربية السعودية مركز الاختيار من خلال تحسين العمليات التنظيمية والبنية التحتية.
الابتكار وسلاسل التوريد المستقبلية
ناقش سليمان المزروع، الرئيس التنفيذي لبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، التأثير التحويلي للتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة على سلاسل التوريد. وأكد على الحاجة إلى استثمارات مستدامة لمعالجة الاضطرابات المحتملة.
أعلن المزروع عن خطط لإنشاء معهد للابتكار بالتعاون مع نيو لاب لتعزيز قطاع الخدمات اللوجستية، مع التركيز على الاقتصادات الدائرية والتحليلات التنبؤية للمرونة ضد المخاطر.