لقد صعد منتدى المعادن المستقبلية (FMF) بسرعة إلى الصدارة العالمية في قطاع التعدين والمعادن، متحولًا من مبادرة سعودية إلى تجمع محوري لقادة الصناعة حول العالم. ويقود هذا المنتدى وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية، ويعكس رؤية المملكة 2030 التي تعتبر التعدين “الركيزة الثالثة” للنمو الاقتصادي، وفقًا لمعلومات من مجلة المجلة.
أصبح منتدى المعادن المستقبلية منصة رئيسية لتوحيد أصحاب المصلحة الدوليين وتعزيز التعاون في سلاسل إمداد المعادن المستدامة والمرنة. في السابق، كانت المؤتمرات الكبرى للتعدين مثل PDAC في كندا، وMining Indaba في جنوب أفريقيا، وIMARC في أستراليا تلبي كل منها احتياجات مناطقها فقط. أما منتدى المعادن المستقبلية، الذي يُعقد في الرياض، فقد نجح في جمع صناع القرار والممولين وقادة الصناعة من أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، ليخلق حوارًا عالميًا موحدًا.
النمو السريع للمنتدى لافت للنظر. فقد جذب الحدث الافتتاحي في عام 2022 آلاف المشاركين، وبحلول نسخته الرابعة في يناير 2025، حضر أكثر من 20,000 مشارك من أكثر من 170 دولة، وفقًا لتقرير المجلة. وبينما يظل PDAC الأكبر من حيث الحضور، يتميز منتدى المعادن المستقبلية بتأثيره ومشاركته رفيعة المستوى. وقد اختتمت نسخة 2025 بتوقيع 126 اتفاقية بقيمة 28.5 مليار دولار، شملت الاستكشاف، والتمويل، والبحث، والابتكار، والاستدامة.
يبرز منتدى المعادن المستقبلية من خلال تحقيق نتائج ملموسة. يشارك الحضور في مناقشات هادفة تؤدي إلى صفقات موقعة، والتزامات استثمارية، وشراكات استراتيجية. ويعالج المنتدى الطلب المتزايد على المعادن الحيوية—مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل والنحاس والعناصر الأرضية النادرة—والتي تعد ضرورية للمركبات الكهربائية والطاقة المتجددة والبنية التحتية الرقمية.
ترتبط قيادة المملكة العربية السعودية في منتدى المعادن المستقبلية ارتباطًا وثيقًا باستراتيجيتها لرؤية 2030. فالمملكة، التي كانت منذ فترة طويلة قوة استقرار في أسواق النفط العالمية، توسع الآن نفوذها إلى قطاع المعادن، داعمة التحول العالمي نحو الطاقة الخضراء والتصنيع المتقدم. ويعد المنتدى منصة تتشكل فيها الاستراتيجيات العالمية لأمن الطاقة والتنافسية الصناعية وتحقيق أهداف المناخ.
ومع تحديد موعد النسخة الخامسة في يناير 2026، تستعد المملكة العربية السعودية لتعزيز دورها كقوة في مجال الطاقة والمعادن على حد سواء. ومن خلال منتدى المعادن المستقبلية، تساهم المملكة في بناء مستقبل مستدام ومرن لصناعة المعادن العالمية.