منتدى الأمم المتحدة العالمي لسلاسل الإمداد (GSCF) سيعود في نوفمبر 2026، مستضيفه المملكة العربية السعودية بالشراكة مع الهيئة العامة للموانئ (موانئ). أعلنت ذلك الأمينة العامة للأونكتاد ريبيكا غرينسبان خلال الأونكتاد16 في جنيف. ويهدف الحدث الذي يُعقد كل عامين إلى تعزيز المرونة والاستدامة عبر سلاسل الإمداد الدولية.
سيجمع المنتدى الحكومات وقادة الأعمال والخبراء للتصدي للاضطرابات المرتبطة بالتوترات الجيوسياسية وآثار المناخ وأنماط التجارة المتغيرة. ويهدف إلى دفع حلول عملية تجعل الخدمات اللوجستية أكثر استدامة وشمولاً وأمناً.
الآفاق والتحديات أمام التجارة البحرية
تحذر الأونكتاد من أن آفاق الشحن البحري لا تزال هشة. إذ ينقل النقل البحري أكثر من 80% من تجارة السلع العالمية، ووفقاً للأونكتاد، ورغم نمو التجارة البحرية بنسبة 2.2% في عام 2024، فمن المتوقع أن تتباطأ إلى 0.5% في 2025 قبل أن تستقر عند نحو 2% سنوياً حتى 2030، وذلك أيضاً بحسب الأونكتاد. وتشير المنظمة كذلك إلى أن إعادة التوجيه لمسافات طويلة دفعت مؤشر الأطنان-الأميال إلى مستويات قياسية في 2024، ما زاد الانبعاثات والتكاليف، كما ارتفعت أوقات انتظار الموانئ، لا سيما في الاقتصادات النامية.
“يجب أن نضمن أن الانتقال الثلاثي—الشحن الخالي من الكربون، والأنظمة الرقمية، ومسارات التجارة المعاد تشكيلها والقادرة على الصمود—يكون انتقالاً عادلاً”، قالت السيدة غرينسبان. وأكدت على دور المنتدى في دفع العمل الجماعي نحو سلاسل إمداد مرنة ومستدامة وشاملة.
الأولويات لمنتدى 2026
بالبناء على المنتدى الافتتاحي في بريدجتاون والمناقشات الوزارية في الأونكتاد16، سيعطي تجمع 2026 الأولوية لآليات الاستجابة المنسقة للأزمات، والتعاون في السياسات والتنظيمات، والاستثمار في بنية تحتية مستدامة وقادرة على الصمود. كما سيركز على أقل البلدان نمواً، والدول الجزرية الصغيرة النامية، والبلدان النامية غير الساحلية التي تواجه تكاليف شحن تصل إلى ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي، وفقاً للأونكتاد.
تشمل الأولويات السياسية الرئيسية:
- تعزيز البنية التحتية الحيوية مثل الموانئ والممرات وعُقد النقل الداخلية
- تسريع أنظمة التجارة الرقمية مع إدارة مخاطر الأمن السيبراني
- دعم الشركات الصغيرة والاقتصادات الهشة عبر تيسير التجارة والتمويل الميسور والمساعدة الفنية
- تحديث الأساطيل ودفع ممارسات الشحن منخفضة الكربون
- حماية القوى العاملة في النقل ورفع مهاراتها لضمان السلامة والشمول والعمل اللائق
دور السعودية ورؤية 2030
“بصفتها محوراً عالمياً يربط ثلاث قارات، تلتزم المملكة العربية السعودية بسلاسل إمداد مرنة، محورها الإنسان ومسؤولة بيئياً”، قال معالي المهندس صالح بن ناصر الجاسر، وزير النقل والخدمات اللوجستية في المملكة العربية السعودية. وأكد معاليه تركيز البلاد على الابتكار والتعاون الدولي من أجل “حماية الإنسان، وصون كوكبنا، وتمكين الازدهار المستدام”.
انسجاماً مع رؤية 2030، ستدعم شراكة السعودية مع الأونكتاد بناء القدرات في النقل واللوجستيات وتيسير التجارة. ويسعى منتدى 2026 إلى تحويل التوافق العالمي إلى إجراءات ملموسة تُبقي السلع الأساسية متدفقة—even in times of crisis—مع دفع نظام تجارة عادل ومستدام.









