يبحث الباحثون السعوديون عن طرق جديدة لتخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض، مع التركيز على المياه الجوفية المالحة العميقة كطريقة واعدة لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
توجد الطبقات الجوفية في جميع أنحاء العالم، وهي طبقات صخرية مسامية مملوءة بمياه مالحة غير صالحة للشرب أو الزراعة. على أعماق تزيد عن 800 متر، يصبح ثاني أكسيد الكربون سائلاً فائق الكثافة، مما يسمح بحبسه تحت الأرض عبر عدة آليات مثل الذوبان في المياه المالحة، أو تكوين معادن صلبة، أو احتجازه تحت طبقات صخرية غير منفذة.
اقترح فريق من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن استخدام فقاعات النانو لثاني أكسيد الكربون—وهي فقاعات صغيرة يقل حجمها عن ميكرومتر واحد—لزيادة كفاءة التخزين. تبقى هذه الفقاعات معلقة في السائل لفترة أطول من الفقاعات العادية، مما يساعد ثاني أكسيد الكربون على الانتشار بشكل أكثر تساويًا عبر الصخور، والذوبان بشكل أسرع في المياه المالحة، وتحفيز تفاعلات كيميائية مفيدة. يمكن أن تساعد هذه الطريقة أيضًا في تقليل تكاليف حقن ثاني أكسيد الكربون من خلال تقليل الحاجة لضغط الغاز بشكل كبير.
على الرغم من وعودها، لا تزال هذه التقنية في مرحلة البحث المبكرة. فقد اقتصرت معظم التجارب على المختبرات باستخدام مياه نقية، وليس المحاليل الملحية المعقدة الموجودة في الطبقات الجوفية الحقيقية. كما توجد شكوك حول سلوك فقاعات النانو تحت الضغط والحرارة الشديدين في أعماق الأرض، وتواجه التكاليف العالية للتجارب تحديات في غياب الدعم الحكومي.
ومع ذلك، يبقى الباحثون متفائلين بشأن إمكانات فقاعات النانو في تخزين الكربون. ويدعون إلى مزيد من التعاون داخل المجتمع العلمي، وتطوير معايير تقييم مشتركة، وإطلاق اختبارات ميدانية تجريبية لدفع هذا النهج المبتكر قدمًا.