الهند والمملكة العربية السعودية تستكشفان ربط شبكتي الكهرباء عبر كابلات بحرية
تستكشف الهند والمملكة العربية السعودية مشروعاً ضخماً لربط شبكتي الكهرباء بينهما عبر كابلات بحرية تحت بحر العرب، وفقاً لصحيفة تايمز أوف إنديا. يمكن أن يمكّن هذا المشروع الهند من تصدير الطاقة الخضراء ويدعم رؤية رئيس الوزراء ناريندرا مودي لشبكة طاقة متجددة عالمية ضمن برنامج “شمس واحدة، عالم واحد، شبكة واحدة” (OSOWOG).
وخلال زيارة حديثة إلى المملكة العربية السعودية، أكد رئيس الوزراء ناريندرا مودي على الدراسات الجارية لجدوى هذا الربط الكهربائي. وتشمل الخطة مد كابلات عالية الجهد على قاع البحر، ما يسمح للدولتين بتبادل الكهرباء، وموازنة الطلب، وتعزيز أمن الطاقة. وفي عام 2023، وقعت الدولتان مذكرة تفاهم للتعاون في الربط الكهربائي، ومشاريع الطاقة المتجددة، وتطوير الهيدروجين الأخضر.
ويمثل هذا الربط البحري أول اتصال خارجي للهند ضمن مبادرة OSOWOG، ويهدف إلى دمج مصادر الطاقة المتجددة المتنوعة عبر الحدود. ومن خلال ربط الشبكات في مناطق زمنية مختلفة، سيضمن المشروع الوصول المستمر للطاقة المتجددة، ويقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ويخفض تكاليف الاستثمار عبر مشاركة الموارد الاحتياطية.
وبحسب تايمز أوف إنديا، تتبادل الهند حالياً حوالي 4,100 ميغاواط من الكهرباء مع الدول المجاورة، وتُجرى مناقشات مماثلة مع الإمارات العربية المتحدة، وعُمان، وسنغافورة، وتايلاند. وتُقدّر تكلفة الكابل البحري المقترح، الذي تديره شركة باور جريد الحكومية، بما يصل إلى 40,000 كرور روبية، ويمكنه نقل ما يصل إلى 2,500 ميغاواط من الكهرباء، مع توقع إتمام المشروع خلال حوالي ست سنوات.
تُعد كابلات الطاقة البحرية تقنية مثبتة لكنها معقدة، مع وجود ما يقرب من 500 ربط مماثل يعمل حول العالم. ويُعد الرابط الأطول حالياً هو رابط “فايكينغ” بين المملكة المتحدة والدنمارك بطول 764 كيلومتراً. وكانت الهند قد درست مشروعاً مشابهاً مع سريلانكا سابقاً، لكنه لم يتحقق.
وإذا كُتب لهذا المشروع النجاح، فقد يُحدث الربط الكهربائي بين الهند والمملكة العربية السعودية تحولاً في ديناميكيات الطاقة الإقليمية، ويجعل من الهند مصدراً للطاقة الخضراء ويعزز العلاقات بين البلدين.