يشهد سوق الخرسانة مسبقة الصب في المملكة العربية السعودية نموًا قويًا مدفوعًا بالاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية، والتوسع الحضري السريع، والتحول نحو أساليب البناء الفعّالة. ووفقًا لمجموعة IMARC، بلغ حجم السوق 1.2 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يتضاعف ليصل إلى 2.5 مليار دولار بحلول عام 2033، مع معدل نمو سنوي مركب متوقع يبلغ 7.6% بين 2025 و2033.
ويُعزى هذا التوسع بشكل كبير إلى المبادرات الحكومية ضمن رؤية 2030، التي تركز على التنمية الحضرية المستدامة ومشاريع ضخمة مثل نيوم ومشروع البحر الأحمر. في عام 2024، خصصت الحكومة 150 مليار ريال سعودي للبنية التحتية، مما عزز الطلب على المكونات مسبقة الصب في قطاعات الإسكان والصناعة. وتهدف وزارة الإسكان إلى رفع نسبة تملك المنازل إلى 70% بحلول عام 2030، مما يتطلب أكثر من 1.5 مليون منزل جديد—سيتم بناء العديد منها باستخدام حلول الخرسانة مسبقة الصب لما توفره من سرعة وتكلفة فعّالة ومتانة.
تعمل الشراكات بين الشركات المحلية مثل الشركة السعودية للخرسانة الجاهزة والشركات العالمية مثل لافارج هولسيم على تعزيز الطاقة الإنتاجية وإدخال تقنيات متقدمة. ويبرز اعتماد البناء المعياري بشكل خاص في مدن مثل الرياض وجدة، حيث شكلت الوحدات المعيارية مسبقة الصب 30% من المساكن الجديدة في عام 2024، مما قلل بشكل كبير من أوقات البناء.
تزداد أولوية الاستدامة، حيث تفرض الحكومة الحصول على شهادة LEED الفضية على المشاريع الحكومية ضمن مبادرة السعودية الخضراء. ويُسرّع ذلك من استخدام المواد الصديقة للبيئة، مثل الخرسانة منخفضة الكربون والركام المعاد تدويره. وتعتزم شركات مثل البابطين للخرسانة مسبقة الصب إطلاق منتجات محايدة للكربون، كما يتم اختبار ألواح مدمجة بالطاقة الشمسية في مشاريع المدن الذكية.
رغم هذه التطورات، لا تزال هناك تحديات قائمة، منها ارتفاع تكاليف النقل للعناصر مسبقة الصب الكبيرة ونقص العمالة الماهرة. ولمعالجة مشاكل اللوجستيات، تظهر مراكز إنتاج جديدة بالقرب من المراكز الحضرية الرئيسية. كما أن تقلب أسعار الحديد وعدم استقرار سلاسل الإمداد يمثلان مخاطر إضافية، مما يدفع إلى خطط لزيادة إنتاج الأسمنت السنوي إلى 70 مليون طن.
في المستقبل، سيواصل السوق تطوره حتى عام 2030، مدفوعًا بتحديثات لوائح البناء، وحاجة البنية التحتية لمقاومة الكوارث، وابتكارات مثل القوالب المطبوعة ثلاثية الأبعاد وأنظمة التحكم بالجودة المدعومة بإنترنت الأشياء. وتكتسب الأنظمة الهجينة التي تجمع بين الفولاذ والخرسانة رواجًا في مشاريع الأبراج الشاهقة مثل برج جدة. وتعد المنطقتان الغربية والشرقية مناطق نمو رئيسية، حيث تخدم الأخيرة أيضًا كقاعدة تصدير إلى دول الخليج المجاورة.
بشكل عام، يستعد قطاع الخرسانة مسبقة الصب في السعودية لـنمو ديناميكي مدعوم بالاستدامة والتقدم التكنولوجي والأهداف الوطنية الطموحة للتنمية.