كشفت المملكة العربية السعودية عن مبادرة كبيرة لتحويل قطاع النقل، ملتزمة باستثمار تريليونات الدولارات في نظام بيئي جديد ومتكامل للتنقل، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية. محور هذا الجهد هو “مختبر التنقل المستقبلي”، وهو منشأة تبلغ مساحتها 1.56 كيلومتر مربع في حرم جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، مصممة لاختبار وتطوير حلول مبتكرة عبر النقل البري والجوي والبحري.
تم تطوير المختبر من قبل وزارة النقل والخدمات اللوجستية بالشراكة مع كاوست ووزارة الصناعة والثروة المعدنية، وسيعمل كمكان محكم لتطوير تقنيات النقل الذاتية والمستدامة والمتصلة. يهدف إلى خلق فرص عمل، وتعزيز النمو الاقتصادي، وتحسين سلامة الطرق من خلال تقليل الحوادث.
وصف معالي صالح الجاسر، وزير النقل والخدمات اللوجستية، المشروع بأنه محطة تحولية تضع المملكة العربية السعودية في مقدمة الابتكار العالمي في مجال التنقل. من المتوقع أن تجذب المبادرة استثمارات دولية وتعزز نظامًا ديناميكيًا للبحث والشركات الناشئة والتعاون الصناعي.
أكد معالي الدكتور عبد الله الأحمري، مساعد الوزير للتخطيط والتطوير بوزارة الصناعة والثروة المعدنية، على دور المختبر في دعم الاستراتيجية الصناعية الوطنية من خلال توفير منصة لاختبار وتوسيع تقنيات المركبات المتقدمة. يتماشى المشروع أيضًا مع هدف رؤية 2030 المتمثل في جعل المملكة العربية السعودية رائدة إقليمية في تصنيع السيارات والخدمات اللوجستية.
أبرز البروفيسور السير إدوارد بيرن، رئيس جامعة كاوست، التزام الجامعة بدعم المبادرة من خلال الخبرة في علم البيانات والروبوتات والذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة. كما ستساعد الشراكة في تطوير المواهب المحلية من برامج الدراسات العليا في كاوست.
سيسهل المختبر التجارب على المركبات المتصلة والذاتية القيادة، والطائرات الكهربائية ذات الإقلاع والهبوط العمودي (EVTOL)، والطائرات اللوجستية بدون طيار، والتقنيات البحرية، وكلها مصممة لتناسب بيئة الخليج الفريدة. سيتم تنفيذ المشروع على مراحل، بدءًا من تطوير البنية التحتية والتكنولوجيا، ومن المتوقع أن يكون جاهزًا للعمل بالكامل بحلول عام 2029.
هذا الجهد الوطني، بدعم من برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (NIDLP)، يهدف إلى توطين التقنيات المتقدمة، وتعزيز القدرات التقنية، ووضع الأساس لنظام نقل وصناعي حديث ومستدام يقوده المواهب السعودية.