تقوم المملكة العربية السعودية بدفع كبير لتصبح قوة رائدة في الطيران العالمي، مع إطلاق شركة طيران الرياض وتحويل شركة الخطوط السعودية. تأتي هذه المبادرة كجزء من رؤية المملكة 2030 الأوسع، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتأسيس السعودية كلاعب رئيسي في اللوجستيات والسياحة الدولية، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.
ستركز طيران الرياض، المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة، على الرحلات الطويلة الفاخرة، بينما يتم إعادة تموضع الخطوط السعودية لتعمل بشكل أساسي من جدة، مستهدفة السياحة الدينية والسفر المحلي. هذه الاستراتيجية ذات العلمين غير مسبوقة في المنطقة، حيث يهيمن المنافسون مثل طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية منذ فترة طويلة بشركات طيران رئيسية واحدة.
يتم استثمار مبالغ كبيرة في البنية التحتية للمطارات، بما في ذلك تطوير مطار الملك سلمان الدولي في الرياض. الهدف هو مضاعفة أعداد الركاب ثلاث مرات خلال العقد القادم. ومع ذلك، فإن المنطقة تتمتع بالفعل بحضور قوي في مجال الطيران—حيث سيطرت طيران الإمارات وفلاي دبي على ما يقرب من ربع السوق لشركات الطيران التي تتخذ من الشرق الأوسط مقراً لها في عام 2024، وتواصل الخطوط الجوية القطرية العمل كمحور عالمي رئيسي، حيث يتكون 84% من حركة المرور فيها من ركاب الترانزيت، وفقًا لبيانات تقرير الطيران في الشرق الأوسط لعام 2025 الصادر عن OAG.
يثير هذا التوسع العدواني تساؤلات حول ما إذا كان السوق يمكنه استيعاب المزيد من السعة، خاصة مع استمرار الشكوك الاقتصادية العالمية وتقلبات أسعار النفط. سيكون التحدي بالنسبة لطيران الرياض هو بناء علامة تجارية قوية وتقديم تجربة ركاب عالية الجودة للتميز في سوق حيث غالباً ما يقود الولاء العملاء السعر.
تهدف استراتيجية السعودية أيضًا إلى جعل الرياض وجدة وجهات جذابة، وليس فقط نقاط عبور. يمثل هذا تحولًا عن النماذج التي تركز على الترانزيت لدى المنافسين الإقليميين.