أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) عن شراكات جديدة مع شركات الطيران والمطارات والمؤسسات التعليمية السعودية بهدف تطوير مهارات القوى العاملة في قطاع الطيران. وكُشفت هذه الاتفاقيات خلال مؤتمر يوم الطيران لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع للاتحاد الدولي للنقل الجوي، وتهدف إلى توفير تدريب متقدم لأكثر من 1,000 خريج ومحترف سعودي في مجال الطيران، مع التركيز على تطوير المطارات، والسلامة، وإدارة شركات الطيران، وعمليات الخدمات الأرضية، وفقاً لبيان صحفي صادر عن الاتحاد.
وتشمل الاتفاقيات الرئيسية انضمام شركة مطارات الرياض وجامعة القصيم إلى أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران كشركاء تدريب إقليميين للاتحاد الدولي للنقل الجوي. وسيوفرون معاً أكثر من 60 دورة معتمدة من الاتحاد تغطي موضوعات مثل تخطيط وتشغيل المطارات، والسلامة، والمهارات التجارية. كما سيقدم الاتحاد برامج توعية صناعية لخريجي طيران الرياض والخطوط السعودية، بهدف إعداد الكوادر الوطنية السعودية لأدوار قيادية مستقبلية. وستحصل الأكاديمية السعودية للطيران المدني على تدريب متخصص في لوائح البضائع الخطرة، بينما حصلت الخدمات اللوجستية السعودية على اعتماد مركز تدريب وتقييم قائم على الكفاءة من الاتحاد. كما جددت الشركة السعودية للخدمات الأرضية اعتمادات التحقق من برامجها التدريبية.
تدعم هذه المبادرات رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي للسفر والسياحة. ووفقاً لمجلة إيكونومي ميدل إيست، فإن الهدف هو الوصول إلى نحو 300 مليون مسافر جوي سنوياً بحلول عام 2030، من بينهم 100 مليون سائح. ويساهم قطاع الطيران حالياً بنحو 90.6 مليار دولار في الاقتصاد، ما يمثل 8.5% من الناتج المحلي الإجمالي، ويدعم 1.4 مليون وظيفة في المملكة.
يتطلب تحقيق الأهداف الطموحة لرؤية 2030 قوة عاملة أكبر وأكثر تأهيلاً رقمياً. ويشدد كل من الاتحاد الدولي للنقل الجوي وهيئة الطيران المدني بالرياض على أهمية تطوير المواهب من خلال المنح الدراسية، والتدريب العملي، وبرامج التدريب المتخصصة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن اتجاه إقليمي أوسع، حيث تستثمر دول الخليج بشكل متزايد في تطوير خبرات الطيران. وقد وسع الاتحاد الدولي للنقل الجوي مؤخراً حضوره في الشرق الأوسط بافتتاح مكتب ومركز تدريب جديد في أبوظبي. كما تستثمر شركات طيران مثل طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية بشكل كبير في تدريب الطيارين والمهندسين لمواكبة الطلب المتزايد.
ومن خلال هذه الشراكات وبرامج التدريب الجديدة، تضع المملكة العربية السعودية نفسها في موقع يمكنها من تلبية احتياجات قطاع الطيران سريع النمو مستقبلاً. ويُعتبر بناء قوة عاملة ماهرة خطوة أساسية نحو تحقيق رؤية المملكة في أن تصبح مركزاً عالمياً رائداً للطيران.